الأحمـــد.. قصــــة نجاح في سوق العــقارات

10 سنوات هي حصيلة خبرته في مجال العقارات، بدأها هاوياً وأصبح محترفاً، علمته سنوات الخبرة العسكرية القدرة على التحمل والعزيمة لتحقيق طموحه والوصول إلى المقدمة، فحول مكتب العقارات إلى شركة عقارية كبرى، لديه موظفون وشركاء خليجيون. «محمد الأحمد» مدير عام مكتب الجرف للعقارات في عجمان، تنقل بين البيوت والبنايات في مناطق الإمارات، فصار يعرفه الملاك والعقاريون، ناهيك عن المؤجرين والمستأجرين، إذ إن تفاصيل عمله اليومي قد يراها البعض شاقة بعض الشيء، إنما يجدها هو ممتعة ومسلية، خصوصاً عند إتمام صفقة شراء عقار أو تأجير بناية أو المشاركة في معرض عقاري داخل أو خارج الدولة. قد يكون الأحمد البالغ من العمر 43 عاماً صغيراً في السن، لكن خبرته العقارية وتفانيه في العمل جعلاه من أصحاب المكاتب العقارية الموثوقين، لاسيما في ظل الخدمات الإضافية التي يقدمها، سواء للمؤجر أو المستأجر أو حتى موظفيه، الذين تربطهم به علاقة إنسانية وصفها بـ«الرائعة»، إذ إن الأحمد يتبع نظاماً عائلياً في المكتب، فلا يوجد فرق بينه وبين أصغر موظف يعمل لديه. صديق لأبنائه يتمتع الأحمد بعلاقة صداقة مع أبنائه (ثلاثة أولاد وبنت واحدة)، فالمنزل والعائلة من أهم اولوياته، ضمن مبدأ «المال يعوض والعائلة لا يمكن استبدالها»، ويركز الأحمد على دور الأم في تربية الأبناء والاهتمام بهم. مساحة شخصية يقول الأحمد عن المساحة الخاصة له إنه يقضي وقت فراغه في ممارسة هواياته، مثل الصيد ولعب كرة القدم ومشاهدة التلفاز، ويفضل متابعة المباريات والمسلسلات المحلية والخليجية، أما على مستوى الدراما التركية فهو لا يحبذ مشاهدتها، كونها لا تتناسب مع البيئة المحلية. غرفة نوم يقدم الأحمد عروضاً على الشقق المعروضة للإيجار، خصوصاً للمقبلين على الزواج، منها غرفة نوم كاملة الأثاث، عند إيجار شقة، هذا العرض تجاوب معه الكثير من المقبلين على الزواج، إذ إن أحد الشباب طلب معاينة الغرفة للتأكد من صحة العرض. علاقة صداقة يحرص الأحمد على زيارة مدارس أبنائه مرتين شهرياً، فباتت هناك علاقة صداقة بينه وبين المدرسين والمشرفين، بل إنه يسأل أيضاً حارس المدرسة عن سلوك أبنائه، وإذا ما كانوا يخرجون من المدرسة، ومن يصادقون، ليتمكن من رصد حركاتهم. انخرط الأحمد في مجال العقارات، بعد تقاعده من العمل العسكري، وتردده على المكاتب العقارية التي كان يسيطر عليها في تلك الفترة عقاريون من الكويت، إذ كان وجود العقاريين المواطنين قليلاً، من هنا جاءته فكرة دخول المجال العقاري، لكنه لم يتعجل في إنشاء مكتبه الخاص، بل احتك بالخبرات التي كانت تسيطر على سوق العقار، من خلال مجالستهم والتقرب منهم لكسب الخبرة والثقة، إضـــــــــافة إلى التعــــــرف إلى العملاء والعقاريين الذين سيكونون زملاء مهنة المستقبل. بعدها تمكن من إنشاء مكتبه الخاص، الذي مع مرور السنوات تمكن من توسعة نطاق عمله، فقد أصبح أحد الشركاء الرئيسين في شركة مقاولات بها العديد من الموظفين، ولديه أربعة شركاء من الخليجيين، وأكد الأحمد أن أحد أسباب نجاحه في عمله نظام التعامل الذي يتبعه مع الموظفين والعملاء، فقد كسر كل الحواجز والقيود الوظيفية التي تحكم العلاقة بين الموظف والمسؤول، من خلال التقرب من الموظفين والعمل معهم وإلى جانبهم دون أن يميز نفسه عن الآخرين. وما تميز به الأحمد في مجال التعامل مع الموظفين والعملاء، أنه خصص يوماً للاجتماع على مائدة الغداء مع الموظفين، كذلك يقيم مأدبة عشاء للعقاريين عند نجاح صفقات البيع الضخمة، فضلاً عن ذلك يسافر مع الموظفين لتأدية مناسك العمرة، الأمر الذي عزز ثقة الموظفين به وجعلهم متفانين وحريصين على العمل. يبدأ اليوم المهني للأحمد في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً، إلا أنه قبل توجـــهه إلى العمل يحرص على توصيـــل أبنائـــه إلى مدارسهم، ثم يقوم بالإشــــراف على الأعمال الإدارية المترتبة عليه، ويلتقي بالعملاء، ورغـــم أن لديه موظفين إلا انه يحرص بنفسه على متابعة أمور العملاء من خلال الاستماع إلى شكاوى المتعاملين وإيجاد الحلول لها، والنزول إلى الميدان ومعاينة البنايات ومواقع الإنشاء، كما انه يدير بنفسه العقارات التي تقع تحت إدارة الشركة. في الساعة الواحدة ظهراً يغادر الأحمد مقر عمله، ليتمكن من الوصول في الوقت المناسب لخروج أبنائه من المدرسة، ثم يعود بهم إلى المنزل ليتناول الغداء الذي يعد موعداً مقدساً لاجتماع العائلة وتبادل الأحاديث حول يومهم المدرسي والاستماع إلى خططهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، كما أن الأحمد يعد نفسه أباً ديمقراطياً يتبع نظام الحوار والمشاورة وليس فرض الرأي والإجبار. وعلى الرغم من أن زوجته حاصلة على مؤهل جامعي، إلا أنها تسخر وقتها لخدمة بيتها وأولادها والاهتمام بزوجها، فالاثنان يسعيان إلى أن تكون أسرتهما مستقرة وعلاقتهما بأبنائهممتينة. خلال عطلة نهاية الأسبوع، يضع الأحمد وأسرته برنامجاً أسرياً ممتعاً، يشمل زيارات ورحلات استكشافية، كما أنه يستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم، وتحديداً الدوري الإماراتي، مع أولاده، فهو «أهلاوي» وأبناؤه «عيناويون»، غير أنهم يشجعون بتحضر دون تعصب لفريقهم المفضل، إنما يتنافسون ويراهنون في ما بينهم على من يفوز. وفي الساعة الخامسة عصراً يعود الأحمد إلى المكتب ضمن دوام العمل المسائي، ليتمكن من إنهاء الأعمال التي أجَّلها، كما أنه يتابع أمور صيانة المباني وإدارة العقارات، ويتفقد العقارات المعروضة للبيع أو الشراء، فضلاً عن متابعة العمال في مواقع الإنشاء، كما أنه يستقبل زملاءه أصحاب المكاتب العقارية ليناقشوا حال سوق العقارات، وعند العاشرة مساءً يغادر الأحمد المكتب متوجهاً إلى المنزل. المصدر: https://www.emaratalyoum.com/

محتاج مساعدة؟